مصطفى عيد
عدد الرسائل : 11 العمر : 33 البلد : مصر العمل : طالب (ثانوى عام) الهواية : القراءة تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: الكيمياء2 الإثنين يناير 21, 2008 8:46 pm | |
| من هو جابر بن حيان؟
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي ، ولد على أشهر الروايات في سنة 101هـ (721م) وقيل أيضاً 117هـ (737م) من مواليد الكوفة على الفرات وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهرا بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند".
نشاته
هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياءوذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم وعندها شعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس فألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة 132 هـ في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. وتعلم هناك ثم اتصل بالعباسيين وقد أكرموه اعترافاً بفضل أبيه عليهم وكان أيضاً صاحب البرامكة. وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعدما فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة وذلك سنـة 197هـ (813م ) عاش جابر في الكوفـة حياة غير مستقرة حيث كان عليه أن يرتحل في الليل من مكان إلى آخر، وذلك حتى ينجو من أعين المتطفلين عليه والذين كان يزعجونه باستمرار في معمله بحثا عن الذهب . ويرجع مثل هذا التطفل، إلى أن جابرا كان قد عاش في فترة زمنية شاع فيها الاعتقاد بين الناس، بل الكيميائيين أنفسهم بما فيهم جابر، أنه يمكن تحويل المعادن الرخيصة مثل الحديد و النحاس و الرصاص والزئبق إلى ذهب أو فضة ، وذلك من خلال مادة مجهولة الخواص تعرف باسم الإكسير أو حجر الفلاسفة. ولما كان جابر أحد النابهين في الكيمياء وأحد تلامذة الإمام جعفر الصادق في ذاك الوقت، فقد كان عدد غير قليل من الناس العاديين يتوقعون أن يكون معمل جابر مليئا بالذهب.
تعلمه
حينما استقر جابر بن حيان في الكوفة بعد عودة عائلته من اليمن ، انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية و اللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق . وذكر أنه درس أيضاً على يد الحميري . ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين :-
الأول :- من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق
الثاني :- من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية
فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة .
درس جابر بن حيان علومًا كثيرة،: بالاضافة الى الكيمياء منها ، التاريخ الطبيعي، والطب والفلسفة، وكان ماهرًا في كل هذه العلوم، لكنه مال إلى الكيمياء وأتقنها، حتى أنشأ معملا خاصًّا به؛ يقيم فيه تجاربه على المعادن، ويتعرف على خصائصها عن طريق التجربة والمشاهدة الدقيقة، ويكرر تجاربه أكثر من مرة حتى يصل إلى جوهر الحقيقة لذلك كان يتخير الوقت والظرف المناسب حتى يتفرغ لإجراء تجاربه العديدة في هدوء، كما أنه كان شديد الملاحظة، صادق التأمل. ذات مرة جاء بحجر من المغناطيس، فوجد أن المغناطيس يمكن أن يجذب كتلة من الحديد تزن مائة درهم، وبعد مدة من الزمن أراد أن يختبر حجر المغناطيس، فقربه من قطعة أخرى من الحديد فلم يجذبها، فظن أن القطعة الثانية أثقل من الأولى، فوزنها فوجدها أقل من ثمانين درهمًا، فاستنتج بذلك أن قوة المغناطيس تضعف بمرور الزمن، وقد سبق جابر بن حيان عصره، فقد كان خبيرًا بالعمليات الكيميائية كالإذابة والتقطير والاختزال، وتمكن من تحضير مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية، وشرحها في كتبه بأسلوب سهل، يستطيع الإنسان أن يجربها بنفسه إذا أراد، وتوصل (جابر بن حيان) إلى اكتشاف العديد من طرق تنقية المعادن، ودبغ الجلود، كما تمكن من صنع ورق غير قابل للاحتراق، وتوصل أيضًا إلى نوع من الطلاء يمنع الحديد من الصدأ، كما استطاع أن يتعرف قبل غيره من علماء أوروبا على فوائد المواد المعدنية والحيوانية والنباتية في بعض الأمراض.. وغيرها من الاكتشافات التي لازالت موضع إعجاب العالم كله، وقد اعترف علماء الغرب بفضل هذا العالم الكبير، وتمثل إعجابهم في ترجمة كتبه إلى لغتهم، فلا تخلو أية مكتبة شهيرة في أوروبا مثلا من مؤلفاته، ويوجد في مكتبة باريس أكثر من 50 كتابًا له وبعض هذه الكتب يبلغ ألف صفحة. وقد عرف جابر أهمية التجربة في العلم، ووضعها جزءًا هامًّا من المنهج العلمي، فكان ينصح تلاميذه قائلاً: (وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب؛ لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان، فعليك يا بني بالتجربة لتصل إلى المعرفة) وقال ناصحًا أحد تلاميذه: (إياك أن تجرب أو تعمل حتى تعلم). وتظهر عظمة جابر بن حيان في استخدامه المنهج العلمي الدقيق والذي يتلخص في تحديد الهدف من التجربة العلمية، وتجنب المستحيل والذي لا فائدة منه، واختيار الوقت المناسب لإجراء التجربة، والتحلي بالصبر والمثابرة، والصمت والتحفظ، وعدم الاغترار بالظواهر حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج خاطئة، وهو بهذا قد سبق الغرب إلى معرفة المنهج العلمي، وإن ادعوا أنهم أصحابه. ومؤلفات جابر بن حيان في الكيمياء كثيرة ومتنوعة أشهرها: (الإيضاح) وهو مدخل لفهم كثير من أصول الكيمياء عنده و(الخواص الكبير) و(الأحجار) و(السر المكنون) و(الموازين) وعاش جابر بن حيان ينتقل بين تجاربه وبحوثه، ومن نجاح إلى نجاح حيث قضى معظم حياته في طلب العلم ، وتعليم علم الكيمياء فأنجب تلامذة يمتازون بالذكاء بالقدرة على الإنتاج مثل الرازي ، و ابن سينا ، و الفارابي وغيرهم من الجهابذة . إلى أن لقى ربه بعد أن ترك بين أيدينا تراثًا علميًّا لا يزال موضع فخر المسلمين، وتوفي رحمه الله سنة 200هـ/ 815م.
جابر والامام الصادق
ذكر علم الصادق عليه السلام بالكيمياء كثير من المؤلّفين. وإنّ تلميذه جابر بن حيّان الكوفي أخذ عنه هذا العلم، وألّف خمسمائة رسالة فيه في ألف ورقة، وهي تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليه السلام.
وللقدماء والمتأخّـرين من المسـتشـرقين كلام كثير في شـأن جابر. وقد ذكره ابن النديم في « الفهرست » ، ص 498 إلي 503 . وأطال فيه الكلام وذكر له من الكتب والرسائل في مختلف العلوم لا سيّما الكيمياء، والطبّ، والفلسفة، والكلام شيئاً كثيراً لا يكاد يتّسع وقت الإنسان في العمر الطبيعيّ لتأليفها. نعم إلاّ لافذاذ في الدهر منحوا ذكاءً وفطنة مفرطين وانكبّوا علي الكتابة والتأليف. وذكر أنّ له تآليف علي مذاهب الشيعة. ومن ثمّ استظهر تشيّعه. ولعلّ أخذه عن الصادق وائتمان الصادق به علي هذا العلم شاهد علي تشيّعه.
وذكره في « الذريعة » في عداد مؤلّفي الشيعة في ج 2 ، ص 451 و 452 عند ذكره لكتابه « الإيضاح » في الكيمياء.
ولو تصفّحت شيئاً من رسائله التي نشرها المستشرق « كراوس » لايقنت بتشيّعه وأخذه عن الإمام الصادق، لأنّه أخذ عنه كإمام مفترض الطاعة متّبع الرأي، ولعرفت أنّه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب، بل الكلام وغيره.
وقد أكبـر مؤلّفو الإسـلام منـزلة جابـر وعدّوه مفخـرة من مفاخـر الإسلام، ولا بدع فإنّ من تزيد مؤلّفاته علي ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم، وجلّها من العلوم النظريّة والطبيعيّة التي تحتاج إلي زمن طويل في تجاربها وتطبيقها ـ هذا عدا الفلسفة والكلام ـ لجدير بالتقدير والإكبار وأن يكون مفخرة يعتزّ به.
وقد كبر علي المستشرقين أن يكون عربيّ مسلم ومن أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة، وتكون نظريّاته الاُسس العامّة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه وحديثه، فصاروا يخبطون في تعرّضهم لكتبه كحاطب ليل، فمرّة يشكّون في وجوده، وتارة في زمانه، وأُخري فيما نُسب إليه من تلك الكتب، ورابعة في نسبة البعض ممّا يرويه عن أُستاذه الصادق عليه السلام، وخامسة في التبويب والوضع والاُسلوب، لأنّه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر، إلي غير ذلك.
وقد فنّـد بعـض تلـك الشـكوك والمـزاعم الكاتـب إسماعيل مظهر صاحب مجـلّة « العصـور » فيما نشـره في « المقتطف » ( 68 / 544 ـ 551 ومن 617 625 ) . وجري في هذه الحلبة الاُستاذ أحمد زكي صالح فيما كتبه في مجلّة « الرسالة » المصريّة، السنة الثامنة ( ص 1204 ـ 1206 ، ومن 1235 1237 ، ومن 1268 1270 ، ومن 1299 1302 ) ، ولقد فنّد تلك الاوهام والمزاعم تفنيداً حكيماً علميّاً. وصرّح مراراً بتشيّعه.
وقال في مناقشـة رأي الاُستاذ كراوس، ص 1299 : ومـن الجـليّ الواضح لدي كلّ من درس علم الكلام أنّ فِرَق الشيعة كانت أنشط الفرق الإسلامـيّة حركةً، وكانـت أُولي من أسّـس المذاهـب الدينيّة علي أُسـس فلسفيّة، حتّي أنّ البعض ينسب فلسفة خاصّة لعليّ بن أبي طالب.
وكان هذا الكلام من أحمد زكي لتصحيح ما يُنسب إلي جابر من المقارنة بين الآراء الكلاميّة والفلسفيّة.
وجملة القول: أنّه قد أصبح من الواضح تشيّع جابر وتقدّمه في عدّة علوم لا سيّما الكلام، والفلسـفة، والطبّ، والكيمياء، والطبيعـيّات عامّة. وما كادت لتكون آراؤه الاُسّ العامّ لدعائم علم الكيمياء إلاّ لأنّه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الإمام الصادق عليه السلام.
قال المستشار عبد الحليم الجنديّ : جابربن حيّان أوّل مَن استحقّ في التأريخ لقب كيميائيّ، كما تسمّيه أُوربّة المعاصرة.
وهو الذي يُشـير إليه أبو زكـريّا الرازيّ ( 240 ـ 320 ) ـ جاليـنوس العرب فيقول: « أُستاذنا أبو موسي جابر بن حيّان » . والمؤرّخون ـ إلاّ بعضاً من غير المسـلمين ـ متّفقـون علي تلمـذته للإمام، وعلي صلته أو تأثّره به في العلم والعقيـدة. وأكثـرهم علي أنّه صار بعد موت الإمام من الشـيعة الإسماعيليّة.
يقول جابر في كتابه « الحاصل » : لَيْسَ فِي الَعَالَمِ شَيءٌ إلاَّ وَفِيهِ مِنْ جَمِيعِ الاَشْيَاءِ، وَاللَهِ لَقَدْ وَبَخَّـنِي سَيِّـدِي (يقصد الإمام الصادق) عَلَي عَمَلِي فَقَالَ: وَاللَهِ يَا جَابِرُ ! لَوْلاَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا العِلْمُ لاَ يَأْخُذُهُ عَنْكَ إلاَّ مَنْ يَسْتَأهِلُهُ، وَأَعْلَمُ عِلْماً يَقِيناً أنّه مِثْلُكَ لاَمَرْتُكَ بِإبْطَالِ هَذِهِ الكُتُبِ مِنَ العِلْمِ.
وكانت له كتب رياضة وكيمياء تسبق العصور بجدّتها . قيل : إنّه أخذ علمه عن خالد بن يزيد، ثمّ أخذ عن الإمام جعفر. وهو يشير إلي الإمام دائماً بقوله: سيّديّ، ويحلف به. ويعتبره مصدر الإلهام له.
يقول في مقدّمة كتابه « الاحجار » : وَحَقِّ سَيِّدي لَوْلاَ أَنَّ هَذِهِ الكُتُبَ بِاسْمِ سَيِّدي صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِ لَمَا وَصَلْتُ إلي حَرْفٍ مِنْ ذَلِكَ إلي الاَبَدِ.
ذكر له المستشرق كراوس Kraus ناشر كتبه في العصر الحديث أربعين مؤلّفاً. وأضاف ابن النديم فـي القرن الرابع للهجرة عشرين كتاباً أُخري. وينقل ابن النـديم قوله أي قول جابر : « أ لّفـتُ ثلثمائة كتاب في الفلسـفة وألفاً وثلاثمائة رسالة في صنائع مجموعة، وآلات الحرب، ثمّ ألّفت في الطبّ كتاباً عظيماً، ثمّ أ لّفت كتباً صغاراً وكباراً، وألّفت في الطبّ نحو خمسمائة كتاب. ثمّ ألّفت في المنطق علي رأي أرسطاطاليس. ثمّ ألّفت كتاب الزيج أيضاً نحو ثلثمائة ورقة. ثمّ ألّفت كتاباً في الزهد والمواعظ. وألّفت كتباً في العزائم كثيرة حسنة. ( وهي الادعية والعوذ التي يكتبونها ويحملونها معهم ) . وألّفت في الاشياء التي يعمل بخواصّها كتباً كثيرة. ثمّ أ لّفت بعد ذلك نحو خمسمائة كتاب نقضاً علي الفلاسفة. ثمّ ألّفت كتاباً في الصنعة يعرف بـ « كتب الملك » . وكتاباً يعرف بـ « الرياض » .
| |
|